-
من هو الارهابي في قضية الصمادي؟
مكتب التحقيقات الفدرالي تولى دور التنظيمات السرية لتسجيل انتصارات وهميةعند التدقيق في تفاصيل قضية الشاب الاردني حسام الصمادي، المتهم بمحاولة تفجير "ناطحة سحاب" في مدينة دالاس الامريكية، يكون السؤال عنوان المقال مشروع، من هو الارهابي حقا.. حسام الصمادي أم جهاز الـ "اف. بي. اي"؟حسام شاب في سن المراهقة دفعته ظروف خاصة للسفر الى امريكا بحثا عن حياة افضل، مولع بالانترنت كما قال والده، والاشخاص المهووسون بالشبكة العنكبوتية عادة ما ينخرطون في مناقشات وسجالات حول قضايا شائكة ومثيرة من بينها موضوع الارهاب وتنظيم القاعدة، الذي يحتل مساحة واسعة في الميدان الالكتروني ويثير فضول الشباب الاغرار، ويبدو ان حسام كان واحدا منهم. ومثله مثل عشرات الالاف عبرّ عن ارائه بهذا الشأن فاصبح في نظر مكتب التحقيقات الفدرالي مشبوها وصاحب ميول "قاعدية" وارهابية.لا ينكر مكتب التحقيقات الفدرالي انه استدرج حسام وساعده ليصبح ارهابي، فبدلا من ان يتولى نصحه وارشاده بخطورة افكاره قدم له »قنبلة وهمية« وتواطأ معه لتنفيذ هجوم وهمي بالطبع.إرهاب مفتعل وقضية مفبركة، يؤيد ذلك بيان وزارة العدل الامريكية الذي قال بالحرف الواحد "ان الناس لم يكونوا معرضين للخطر اطلاقا خلال تلك العملية". وذلك امر بديهي لان القنبلة الموضوعة في سيارة مفخخة قرب ناطحة السحاب غير فعالة اصلا فأي خطر يهدد الناس اذ؟!.ويقر البيان الرسمي بان حسام تصرف بشكل فردي، ولا توجد مؤشرات على ارتباطه بتنظيم او "خلية نائمة" للقاعدة في امريكا، ورغم ذلك وجهت اليه تهمة لا تحمل اثقالها دولة بحالها هي "محاولة استخدام اسلحة دمار شامل". وحين مُثل الصمادي لاول مرة امام القاضي امس بدا غير مدرك لحجم الورطة التي وقع فيها عندما سأله القاضي "هل تعي طبيعة الاتهامات الموجهة لك؟".يمكن لنا ان نتفهم اتهام حسام الصمادي بالتخطيط لهجوم بهذه الضخامة لو ان الجهة التي غررت به او استدرجته هي تنظيم ارهابي ينوي فعلا استخدام شاب مراهق في عمل مجنون كهذا. لكن المستغرب هو ان يتصرف جهاز امني عملاق بوزن الـ "اف. بي. اي" وكأنه منظمة ارهابية تدفع الناس الى ارتكاب اعمال اجرامية لتسجيل انتصارات وهمية وتسهّل مهمتهم بدل ان تقوم بارشادهم ان كانوا يحملون بالفعل افكارا متطرفة.حالة الصمادي ليست تصرفا معزولا للجهاز الامني الامريكي، انما اسلوب عمل. فبالتزامن مع الاعلان عن قضية حسام كان مكتب التحقيقات الفدرالي اعلن توقيف الامريكي مايكل فينتون بينما كان يحاول تفجير شاحنة لا تحوي مواد ضارة لان عملاء فدراليين قاموا بتجهيزها بعد متابعة مبكرة لفينتون.هذا الاسلوب في إحباط هجمات يعتقد ان اشخاصا يخططون للقيام بها يطرح اسئلة حول مدى اخلاقيته وانسجامه مع القوانين.ان إحباط عمل ارهابي وهو في طور التخطيط يختلف تماما عن توريط اشخاص وتشجيعهم للقيام بالعمل ثم القبض عليهم متلبسين بعمل ارهابي وهمي.. اي عدالة تلك؟!.فـهـد الـخيـطانfahed.khitan@alarabalyawm.net
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات: