إعلان

  • معلمة الرئيس


    فصّل المقالان السابقان قواعد النجاح والدراسة، والعبرة التي لا يجب أن تنسى هي "ينتمي المستقبل للذين يستيقظون مبكرا"، ويقدم المقال الحالي مثالا حيا، وهدف المثال هو حمل المجهول على المعلوم، وفيه ينير النموذج المعلوم طريق غيره، يقدم له قدوة.

    وقد بحثت في خزانتي عن كتاب يتناول سيرة شخصية ناجحة، شرط أن تكون معروفة لدى شباب اليوم، فوجدت سيرة بيل غيتس الذي بدأ بجامعة هارفارد، فقلت هذا نموذج نادر لا سليق القياس عليه، ثم وجدت سيرة حفيدة العبيد، طالبة مجدة وأستاذة جامعية بارزة أهلتها معارفها وخبرتها لدور كبير، لأنها كانت منذ الصغر تؤمن أن التعليم والتثقيف سيمكنها من التحرك نحو الأعلى، وقد تحقق لها ذلك، فمن هي وكيف كان ذلك؟

    على صعيد التعلم والعمل والتصرف حين جاءت فرصتها.

    مرحلة الدراسة: التنظيم

    1- عاشت في وسط عنصري، لكن والدها علمها الثقة بنفسها، لتكون قوية وواثقة، كانت أسرتها تطلب منها أن تتفوق على ذاتها وعلى ما هو متوقع منها، لتتجاوز التلاميذ البيض.

    2- كان والدها ينصح السود بالكفاح بعقولهم.

    3- كان والدها يحرص على حمايتها من خيبات الأمل لتستمر في التحصيل.

    4-كان والدها عاشقا للتاريخ، وكان يحدثها عنه ويشرح لها موقع الأحداث في التاريخ، مما وفر لها نظرة شمولية.

    5- كانت تستيقظ في الرابعة والنصف صباحا لتمارس الرياضة.

    6- تعتقد أنه إذا ما أراد المرء أن يكون شخصا كاملا فعليه أن يكرس نفسه لقضية ما

    7- كان لديها انضباط ذاتي وتركيز كبير، تنفذ كل تمرين في وقته، وبشكل مستمر ومنتظم.

    8- كانت رفيعة المستوى دون ان تكون مغرورة

    9- كانت تضجر عندما تجد أن الوقت يضيع سدى.

    10-تعلمت في مدرسة تركز على المنافسة في التهذيب والفنون واللغات

    11- كانت تدرس وتعزف وتتزلج، ثلاث خيارات لترى أين ستنجح، في حفل موسيقى سمعت شبانا يعزفون من أول مرة ما تتدرب عليه هي شهرا، فأوقفت دراسة الموسيقى وجعلتها هواية فقط. ركزت على الدراسة، وكان تركيزها على هدف واحد مجزيا.

    12- تعلمت مبكرا أن صعود السلم الاجتماعي مكلف وصعب جدا، أما الانحدار فهو سهل جدا جدا جدا...

    13-تتوفر على معلومات غزيرة بفضل المطالعة الدائمة.

    14- حصلت على بكالوريوس علوم سياسية عام 1974 وسنها 19 سنة

    العمل: أستاذة جامعية

    1- صارت أستاذة جامعية مساعدة في العلوم السياسية في سن السابعة والعشرين.

    2- تولت منصب مديرة جامعة ستانفورد فعملت على طرح منهاج جديد بنص على تدريس الحضارة الغربية بجانب الحضارات الأخرى، لأنه لا يمكن فهم أية حضارة دون إدراك علاقاتها بالحضارات الأخرى.

    3- شرحت لطلابها أهمية المواقف والعواطف والعلاقات في التواصل البشري.

    4-أبلغت طلابها "إذا وجدتم أنفسكم في صحبة أناس يوافقونكم على آرائكم، فاعلموا أنكم برفقة الأشخاص غير المناسبين لكم"،

    5-أوضحت لهم أن من يريد أن يتخذ القرار الصحيح لا يجب أن يضع رضى الآخرين عنه ضمن أهدافه. هذا أمر صعب، لكنه طريق النجاح.

    6- نصحتهم أن يستوعبوا المادة على امتداد الموسم الدراسي لا أن يدرسوا بطريقة مكثفة للامتحانات فقط

    7- نصحتهم بدراسة ما يثير حماسهم.

    8- كانت تُدرس العلوم السياسية التطبيقية مثل: دور الجيش في السياسة، سياسة الأحلاف، النخب السياسية، مؤسسات العنف... وكانت في دروسها تقارن كرة القدم بالحرب، تقول "كرة القدم هي مثل الحرب، وهي تتعلق بالإستيلاء على الأرض".

    فرصة التي استيقظت مبكرا

    1- كانت تستطيع الحفاظ على هدوئها عندما تزداد صعوبة مهمتها، تركز على نقط التعاون وتتجاهل نقط الخلافات.

    2- كانت عندما تتحدث، تحرص أن تقدم حججها دون ان تستفز الذين تختلف معهم.

    3- درست الاتحاد السوفياتي وأوروبا الشرقية في معهد العلاقات الدولية لدى والد مادلين أولبرايت، وعندما انهار المعسكر الشرقي احتاجت العالم إلى خبراء في روسيا فكانت كوندوليزا رايس جاهزة، بالدكتوراه في العلوم السياسية وباللغة الروسية.

    4- حينها وضعت معارفها عن روسيا قد التطبيق، وقد طالعت دوستويفكسي الذي كشف مرض العصر في رواياته والكاتب سولجنستين الذي فهم الجانب المظلم من روسيا.

    5- تسابقت الإدارة الأمريكية وشركات النفط للحصول على خدمات رايس مقابل 30000 دولار شهريا، ، عبر إرسالها إلى دول الاتحاد السوفياتي السابق.

    6- في موضوع روسيا، استيقظت رايس مبكرا، لذا كانت جاهزة في اللحظة المناسبة لاستقبال فرصتها.

    7- من فرط معلوماتها، حضّرت لبوش ومستشاريه جداول اسئلة وأجوبة ليسهل عليهم التعامل مع الصحافة.

    8- كمستشارة للامن القومي في عهد بوش الإبن، كانت رايس تدخل مكتبها في البيت الابيض في السادسة والنصف صباحا وتغادره في التاسعة ليلا إلى منزلها، اي تعمل طيلة 14ساعة ونصف يوميا، كانت تتمتع بهدوء وثبات عندما تكون تحت الضغط، وقد صارت المتحدثة الرئيسية باسم البيت الأبيض، وهذه شهرة لم يدركها مستشار للأمن القومي منذ الداهية العظيم هنري كيسنجر (ملحوظة: يمكن ألا نحب أشخاصا معينين، لكن هذا لا يعفينا من تقدير ذكائهم الهائل).

    9- من فرط قوة شخصيتها وكفاءتها، كتبت الصحافة أن الرئيس الأمريكي يستشير رايس حتى عندما يريد دخول التواليت.

    الجوهري في هذه القصة، ليس وجود كوندي في البيت الأبيض، فهذا نتيجة فقط، المهم هو الطريق الطويل الذي قطعته لتصبح معلمة الرئيس، هذا لا يحصل في أمريكا إلا بالجهد. وقد عرضته أنطونيا فيليكس في كتابها "كوندي: قصة نجاح كوندوليزا رايس" الدار العربية للعلوم، ناشرون، 2007.

    قارئي العزيز، يجب أن تكون قدوتك عالية لتجرك خلفها.

    استيقظ مبكرا وتعلم، لتجدك فرصتك - التي ستأتي بالتأكيد - جاهزا.

    شخصيا، كنتُ اكتب دائما، ولا أنشر إلا نادرا في دفاتر سياسية او القدس العربي، عندما اعتقل محمد الراجي عرفت هسبريس، فعرض علي نور الدين لشهب أن أنشر فيها، وهذه هي فرصتي وقمة حلمي، أن يقرأ الناس ما أكتب.

    هنا القدوة، في سيرة الناجحين، ومن باب إغناء هذا المقال، اطلب من كل معلق أن يضيف في أسطر قليلة ملخص كتاب سيرة ناجح قرأه، أو مسار شخص يعتبره قدوة له، لتعم الفائدة.
    بخلاف الجدل، في البيداغوجيا: أضف لا تعترض.

    أضف سيرة.






    محمد بنعزيز

0 التعليقات:

إضافة تعليق

رشحنا في دليل سفنتي للمواقع العربية

اعلان

صوت وصورة

الخروج من فم الثعبان