-
وماذا عن وكالين الشعب؟!
حركة وكالين رمضان...وأنا مالي؟!
على إثر الوقفة "الاحتجاجية" التي نظمها ما يسمى أعضاء "الحركة البديلة للدفاع عن الحريات الفردية" المعروفة اختصارا بـ"مالي" من أجل إفطار علني أمام الناس دون حياء ولا احترام لثقافة المجتمع وقيمه الإسلامية الراسخة، اتصل بي مجموعة من الأصدقاء من أجل الالتحاق بوقفاتهم الاحتجاجية والانضمام إلى حلقياتهم النضالية لنناقش فيها مسألة الحريات الفردية، ولما دخلت حرم موقع "فايسبوك"، وجدت مجموعة من الحلقيات لفصائل متنوعة تناقش مسألة الحريات في المغرب وحدودها في عالم الافتراض، هناك حلقية مع الفصل 222 للحد من الأفعال الشاذة للبعض، وهناك من هو ضد هذا الفصل وهم المتعاطفون مع الأخت زينب ورفاقها، هذه الأخت المضطهدة في المغرب بالرغم من حصولها على الجنسية الفرنسية أبت إلا أن تعود للمغرب من أجل خدمة وطنها، لكن العقلية التقليدية العتيقة التي يتسم بها المخزن في المملكة الشريفة كانت عقبة كأداء أمام حرية مواطنة مغربية مظلومة لكي يستفيد منها الشباب المغربي المكبوت( الذكور فقط) على مستوى الحريات الفردية، الأخت زينب الغزوي هي الآن رهن الاعتقال ظلما وبهتانا، لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم، حسبنا والله ونعم الوكيل !!
التحقت بحلقية أخرى لا يمل مسيرها من التأكيد على أن محور النقاش يدور حول المحافظة على القيم والتوابث المغربية، في الحقيقة استهوتني هذه الحلقية وحاولت أن آخذ نقطة نظام لأتحدث حول ملاحظتين خفيفتين على اللسان ثقيلتان في الميزان، مفهوم القيمة في اللغة ومشتقاته التي تشمل المعاني الأخلاقية والفكرية وكيفية تنميتها، ثم كيفية تنزيلها في مجتمعاتنا العربية والإسلامية ومدى صعوبة التكيف معها في ظل انعدام أجواء الحرية وسيطرة التسلط والاستبداد المقوض للحركة والتطور، وبينما أنا أضع سبابتي اليمنى في راحة يدي اليسرى لمحت "اللوغو" أو شعار الحلقية : الله، الوطن، الملك !!
وبما أن صاحبي مسلم وعقيدته تقوم على التوحيد، ولا يومن بالتثليث ، ولا يشرك في حكم الله أحدا، غادر هذي الحلقية وهو يردد: أستغفر الله، أستغفر الله...!!
خرج صاحبي،فخرجت أنا أيضا من الحرم الجامعي الذي جمعني مع زملاء وأصدقاء في موقع "فايسبوك" ولم أر لا عصي ولا سواطير ولا ضربا ولا اعتداء أحد "الطلبة" على زميل له يخالفه الرأي في هذا الحرم. الحمد لله. صحيح أن هناك سب وشتم وتهكم وسخرية وعنف رمزي ولكن دون أن ألحظ اعتداء على الأشخاص أو الممتلكات.
خرجت من الحرم بضغطة واحدة على خانة "خروج"، وأطفأت الحاسوب وخرجت من البيت فوجدت "خولة" وزملاتها ينظمن إفطارا علنيا أمام الملأ... يلعبون في الشارع ويأكلن الحلوى ودانون في عفوية طفولية دون أن يستفزن مشاعر المارة، بل رأيت أحد رجال السلطة المحلية يعبث بخصلات شعر بنته ،زميلة خولة، دون أن يبلغ عنهن لتقديمهن للمحاكمة بفصل 222 من القانون الجنائي وما يستتبعه من عقوبة حبسية وغرامة مالية !!
تمنيت لو أن المسؤولين تركوا زينب تأكل جهارا أمام الناس لأنها لا زالت صغيرة ...صغيرة..غير راشدة..لا تعرف المسكينة حدود الحرية...بل حدود اللعبة التي يلعبها السياسيون في المغرب بآليات مخزنية شائخة وراسخة، فالأخت زينب ومعها المتضامنون من الزملاء والأصدقاء هم ضحية لمؤامرة ذميمة تهدف إلى تشتيت جهود الشباب المغربي في معارك وهمية بسيوف من خشب ترتد علينا جميعا بعد فترة من الزمن...وحين تنطلي الحيلة سيقول كل واحد منا متأسفا على ماض قد تولى ولم ننتفع به : يا ليتني كنت فيها جدعا !!
إن حركة وكالين رمضان ما هي إلا الشجرة التي تغطي الغابة... فالسؤال الملحاح الذي يجب أن يطرح ويستدعي منا تجميع الجهود وتوحيد الحركات الاحتجاجية بصرف النظر عن القناعات الفكرية والفقاعات الخطابية، والبهرجة الرخيصة، والميولات والاختلافات هو: وماذا عن وكالين الشعب؟؟!!
وماذا عن حركة وكالين الشعب
إن خبر حركة وكالين رمضان بتعبير بعض المنابر الإعلامية بالمغرب، ما هو إلا نتاج حركة وكالين الشعب المغربي، فحين نسمع أن محند العنصر أمين عام حزب الحركة الشعبية يستنكر فعل حركة وكالين رمضان، ويقول بأن هذا السلوك يتعارض مع الدين والقانون والأخلاق، ويستفز الشعور الديني للشعب المغربي المسلم، ويطرح أكثر من علامات استفهام، نقول له مذكرين من باب أن الذكرى تنفع المؤمنين: حين ركب ابنك سيارته سكران ثملا ويسوق بسرعة جنونية متحديا القوانين المرعية وداس أحد أبناء الشعب، فماذا وقع؟ هل قدم ابنه للمحكمة؟ هل حوكم ؟ هل تمت متابعته؟ هل أدى حق ابن الشعب المظلوم؟ هل انتزعت منه رخصة السياقة؟ لا شيء وقع لأنه ابن العنصر الذي يرى أبناء شعبه بنظارات عنصرية !!
وحين نسمع سلسل دار ليوطي ، أي حزب الأصالة والمعاصرة، يقول بأن محاولة الجهر بالإفطار في شهر رمضان، هي مبادرة مدعومة من طرف الأجانب، نعم قد يكون هذا صحيحا، لكن سلوككم المخزني المقيت، وتهميشكم للشعب المغربي، وسحق إرادته الفولاذية، وإذلاله عبر عملية محكمة وممنهجة، هي من يجعل شبابنا المغربي ألعوبة في أيادي الأجنبي، أنتم وكالين الشعب المغربي من تساهمون بشكل واضح وفاضح في إنتاج هذي الأفعال الشاذة من أجل التغطية على المشاكل الحقيقية التي يعانيها الشعب المغربي والمتمثلة في تفقيره وتجهيله ونخره من الداخل وتخديره حتى اختلطت عليه الأمور، فلم يعد يفرق بين عدائه بين الهامش والمركز، بين العدو المتوهم وهو المسلمون الضعفاء،والعدو الرئيس للشعب والوطن وهو الأحزاب المخزنية التي لا تمثل هذا الشعب تمثيلا حقيقيا !!
تحكي لي صديقة وهي خريجة إحدى المعاهد الأجنبية بالمغرب، تقول بصدق أن الكلية التي تخرجت منها لا يدرس فيها إلا أبناء الأغنياء فقط، ويدرسهم أساتذة أغلبهم أجانب وبعض المغاربة الذي ليس لهم من المغرب سوى الجنسية فقط، جميع الطلبة يعيشون في مساكن في درجة فندق خمسة نجوم، ينامون بشكل مختلط، يدخنون ويشربون الخمر، لا تلحظ فيهم سلوكا المسلمين المغاربة من عامة الشعب المغربي، تعليم دون تربية ولا أخلاق، أغلبهم لا يصوم رمضان، ومن درس في هذا المعهد ولم يساير هذي "الثقافة" يعتبر مريضا ومعقدا نفسيا....فماذا ننتظر من هذا الشباب الذي سيتخرج وتصبح له مسؤولية في سلك الإدارة والاقتصاد والعمل الجمعوي، وربما وزراء بيروقراطيين؟؟!!
وماذا عن الإعلام المغربي؟ هل هناك برامج تعتني بالشباب المغربي وتفتح له المجال في نقاش مشاكله الرئيسة؟ وهل استوديو دوزيم يمكن أن يساهم في ترشيد ثقافة الشباب المغربي وتنميتها من داخل القيم والثقافة والتاريخ والحضارة؟
إن الإعلام المغربي يأكل أموالنا ، وينصب على الشعب المغربي، ولا نستفيد منه شيئا، هؤلاء هم وكالين الشعب المغربي المسكين!
يحلف لي أحد السياسيين المغاربة بأغلظ الأيمان، ويقول لي بأنه دخل بيوت السفراء والوزراء والمستشارين، وأساتذة في الكليات مقربين من المخزن،ووو، يقول هذا الرجل الشريف، والله لو أن هؤلاء زهدوا ولو بالقليل لرأيت الشعب المغربي كله يدرس في معاهد ومدارس وكليات متطورة...قالها وهو يتأسف على ضياع الشباب المغربي ( هذا الرجل سأخصص له عمودا إن شاء الله).
إن ما أقدمت عليه الأخت زينب وزملائها، هو عمل مستفز ولا شك، ولا أستطيع أن أتضامن معهم، وفي تفس الوقت لا أستطيع أن أدينه، لأنهم ضحية، وأنظر إليهم بعين الرحمة، فسلوك زينب وزملاءها هو نتيجة مغلوطة لمقدمات مقوضة للمجتمع، وحين طلب مني الزملاء والأصدقاء لأنضم إلى حلقة حركة "مالي" على الفايسبوك...قلت مع نفسي : وأنا مالي؟؟!!
لو طلبوا مني أن أنضم ضد حركة وكالين الشعب، لما تأخرت، ولخرجت إلى الشارع ، وليس في العالم الافتراضي أمام الحاسوب وحسب. لو نظمتم، يا زملائي وأحبائي، حركة احتجاجية ضد وكالين الشعب من الوزراء والبرلمانيين والأحزاب والسفراء والوزراء... والله لما تأخرت للوقوف إلى جانب الفقراء والضعفاء، وطالبنا جميعا ، وبصوت واحد : نعم لاقتسام الثروة والسلطة !!
وفي انتظار ترتيب لتنظيم حركة وكالين الشعب...أخليكم تعومون في بحركم بدون تجربة في الغطس ولا زورق للنجدة !!
أنا داخل ســـــــوق راســــــــي...
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات: