إعلان

  • أبشر يا سنكوح ... لقد انهزم الفاروق!


    اضحك يا سنكوح. افرح يا سنكوح. أبشر يا سنكوح. لقد واتتك النكاية بنا نحن معشر المسلمين، حق لك أن تضحك وتفرح وتنشط، وترقص طربا متشفيا فينا نحن العرب والمسلمين.. ارقص يا سنكوح، وغن مع سيدة الطرب العربي أم كلثوم وقل " :هذي ليلتي" لقد انهزم المسلمون في غزوة اليونسكو يا سنكوح. أعرفك يا سنكوح أنك تكره المسلمين وكل ما يمت لانتصاراتهم وقيمهم وأخلاقهم، ها أنت الآن نشيط يا سنكوح، تدخن سيجارتك الشقراء المحشوة بما تيسر من "زطلة" كتامية أصيلة أرسلها لك صديقك الذي يكره أمة المليار، اشرب يا سنكوح وعب ما تيسر من قارورات الجعة الزنيبرية (= نسبة إلى زنيبر)، و"اقطع" بالتمر الطاطاوي، والزيتون الوزاني، وكاوكاو العرائشي، مع "عيوط" الشيخة الحمداوية..أنت مغربي يا سنكوح استهلك ما هو بلدي من إنتاج بلدك. ولا تنس يا سنكوح النصف المتبقي من قارورة الويسكي، هو في حوزتك وحدك ينتظر ما تبقى من الليل...فيا أيها الليل، طل أو لا تطل فلا بد لسنكوح أن يسهرك، ارقص يا سنكوح طربا وتشفيا ونكاية بنا، ارقص فوق جراحنا، ، لقد انهزمنا في غزوة اليونسكو، انهزم ممثل العرب والمسلمين الرسام والفنان ووزير ثقافة أم الدنيا فاروق أمام يهودية من بلغاريا اسمها " ايرينا بوكوفا" التي تبلغ من العمر سبعة وخمسين سنة فقط، في مقابل مرشحنا العربي والإسلامي الذي تجاوز السبعين خريفا في (...). حق لك أن تضحك يا سنكوح، وحق لك أن تتشفى فينا نحن العرب والمسلمين، لقد انهزمت أمة المليار والنصف أمام أمة خمسة عشر المليون فقط، القلة تغلب الكثرة ..هل هذا معقول يا سنكوح ؟؟
    إن هزيمة مرشح العروبة والإسلام لكرسي اليونيسكو هي هزيمتنا جميعا يا سنكوح، لقد انهزمنا بهزيمة فاروق حسني، لم نستطع أن نواجه إسرائيل، وفشلنا أمامها فشلا ذريعا، وسلمنا لها المقود لتفعل بنا ما تشاء سياسيا وثقافيا، محليا وعالميا، وانهزمنا أمام الاستبداد الداخلي الذي حولنا إلى قطعان لا تصلح إلا للسلخ والذبح، هي بلدان أوربا الشرقية والتي تنتمي لإحدى بلدانها "بوكوفا" قطعت أشواطا مع التوتاليتارية والحكم الشمولي، ونحن لا زلنا نعيش القرون الوسطى، نعيش في بلدان تحكمها النومونكلاتورا التي تخلصت منها أوربا الشرقية قبل سنوات، نحن تحكمنا، يا سنكوح، عصابات قومية وعشائرية وطائفية لا يجمعها إلا التبعية العمياء لعدو شعوبها، ولا يوحدها إلا الاستبداد والقمع والإقصاء وموالاة مالكي وسائل الإنتاج والإكراه.
    لكن، آه. نسيت يا سنكوح أن أطرح هذا السؤال : من فوض فاروق حسني بأن يكون ممثل العرب والمسلمين لمقعد مدير اليونسكو؟ لقد سبق وأن قرأت بأن وزير خارجية مصر السيد أبو الغيط صرح بما يشبه التهديد (تهديد بيبي ضد ماطيشة خامجة) وخير "الغرب" بين مسالمة الإسلام بانتخاب حسني لليونسكو وإما معاداته بإقصائه من الفوز بالمقعد، وكأن عملية الانتخاب ستتكفل بها لجنة اقتراع في انتخابات بلطجية محددة مسبقا حسب مشيئة الديكتاتورية الفرعونية، فهذا المرشح لا يمثل العرب ولا المسلمين، إنه يمثل الأنظمة الديكتاتورية في بلداننا، فاروق حسني شغل منصب وزير الثقافة مدة عشرين سنة كاملة ولم يتغير من منصبه، وظل يحكم الأجهزة الأمنية على الصعيد الثقافي منذ السبعينات لما كان يشتغل في السلك الدبلوماسي في فرنسا ويتجسس على الطلبة المصريين، قالها بعظمة لسانه واعترف أنه كان جاسوسا على الغلابة من الشعب المصري، ولما أحس أنه انزلق لسانه، زعم أنه قبل بالعمل في هذي المهمة الوضيعة لحمايتهم من الموساد!!
    لا يشرف عربيا ولا مسلما أن يمثله فاروق حسني لمنصب وطني ولا قومي ولا عالمي، لقد كتب مقالا في صحيفة لوموند الفرنسية يوم 28-05-2009 يعتذر فيه للكيان الصهيوني ، والفضيحة الكبرى هو أن هذا المقال لم يكتبه فاروق حسني وإنما كتبه له "هنري جينو" المستشار الخاص للرئيس الفرنسي "نيكولا ساركوزي" والذي تدخل بصفته الشخصية لاسترضاء الصهاينة واستعطافهم. فهل يشرف عربيا أو مسلما أن يسترضي ويستعطف الكيان الصهيوني نظير ظفره بمنصب لا يقدم ولا يؤخر سوى الذل والإهانة للشعوب العربية والإسلامية؟
    لقد تنكر له جمهرة من المثقفين في مصر ووقفوا ضد ترشيحه لأنه ليس مثقفا ولا معني بالثقافة من قريب ولا بعيد، بل هو مجرد خادم للأجهزة القمعية، ويخدم أجندتها البوليسية والتي تتجلى في إفراغ الثقافة من مضمونها الحقيقي في صياغة الشخصية التي تغار على وطنها ودينها وحضارتها. ولقد سبق له أن صرح بأنه ضد الحجاب، وهو الرجل الذي بلغ من العمر عتيا ولما يتزوج بعد !!
    إن هزيمة فاروق حسني هي هزيمة الأنظمة العربية التوتاليتارية، وليست هزيمتنا نحن الشعوب المستضعفة، لقد استطاعت شعوب أوربا الشرقية أن تتخلص من الحكم الشمولي اليساروي، في حين بقينا نحن نعيش حكما شموليا لا ثقافة ولا ايديولوجية ولا دين له... إنها عصابات متلفعة (= من الأفعى) بشعارات صفراء كاذبة ! فافــــــــــهم يا سنكووووووووح !!
    أنا لا أختلف معك يا سنكوح...ولا يهمني أن تشرب خمرا أو زيتا، ولا يهمني أن تكون تنويريا ولا سلفيا، بل ما يهمني أن أنتفع من نورانيتك حين تزف الآزفة، وأن أنتفع من ذاك السلفي حين يذكرني بأن الموت حق، والنار حق، والحشر حق... ولا ينفع مال ولا بنون .
    هكذا قالت الشيخة الحمداوية يا سنكوح : ومنك آالموووت لمولاك !!
    أليس كذلك يا سنكوح ؟!

    نورالدين لشهب
    n.lechhab@gmail.com

0 التعليقات:

إضافة تعليق

رشحنا في دليل سفنتي للمواقع العربية

اعلان

صوت وصورة

الخروج من فم الثعبان