-
في الأزهر لا في معهد للرقص
مسخت الدولة الشمولية جامعة الأزهر ونزعت استقلاليتها وحولتها إلى ذراع تضرب باسم الأهواء الرسميةعلى لسان صحافي في جريدة "المصري" كان يُرافق شيخ الأزهر في جولة تفقدية لإحدى المعاهد الأزهرية أن شيخ الأزهر الطنطاوي أمر احدى طالبات الصف الثاني الإعدادي في أحد المعاهد الأزهرية بخلع نقابها، فرفضت الفتاة وقالت إن النقاب يسترها، وإنها لا تريد أن يرى أحد وجهها، فأجابها الشيخ "النقاب عادة وليس عبادة"، فأجابته الفتاة بأن النقاب ضروري وأن أباها قال لها ذلك، فردّ الطنطاوي عليها قائلاً: "أنا في الدين أعرَف منك ومن اللي خلفوكي"، ثم خلعت الفتاةُ النقاب خوفاً منه، ولما رأى وجهها قال جادّاً: "أمّال لو كنتي حلوة كنتي عملتي إيه؟".. فانهارت الفتاة من البكاء ولم تذهب إلى المعهد في اليوم التالي.بعيدا عن الجدل الفقهي حول النقاب والحجاب فإن الواقعة تعتبر جريمة في معايير الدين والخلق وحقوق الإنسان! السخرية والهمز واللمز حرام دينا مع الكبار فكيف بحق طفلة؟ لو أن طفلة ضبطت في جريمة سرقة هل يجوز السخرية منا واللمز والهمز فيها؟"هذا خلق الله" وسواء كانت الفتاة قبيحة أم فاتنة، فلا يجوز لومها أو محاباتها على شيء ليس من خيارها. والطالبة ليست في معهد للرقص الشرقي أو عروض الأزياء حتى تحاسب على مستوى جمالها الفتان.واجب المدرسة أي مدرسة أن تزرع الثقة بنفوس الأطفال غير الجميلين شكلا وتعليمهم أن الجمال الحقيقي هو جمال الروح المكتسب لا جمال الشكل الموروث.قبل قرن من الزمان كان النقاب علامة التمدن والحرية، والسافرة هي البدوية أو الفلاحة أو الأمة، وإلى اليوم ما يزال النقاب أصلا عند مشايخ السعودية وأفغانستان ومدن الشام مثل دمشق وحلب، ومع أن الأكثرية لا ترى وجوبه، إلا أنه يظل خيارا من حق المرأة أن تلتزم به إن أرادت. وقد جاء موقف نشطاء حقوق الإنسان المصريين متقدما على موقف الشيخ الطنطاوي.يقول حسام بهجت، مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إن المسؤولين بالتعليم العالى وجامعة القاهرة يعاقبون الطالبات المنقبات وأسرهن بحرمانهن من السكن والغذاء المدعومين من الحكومة على أساس معتقدات الطالبات وأفكارهن.بينما اعتبر عادل رمضان، المسؤول القانونى بالمبادرة المصرية تصريحات الوزير وإجراءات المدينة الجامعية انتهاكا صريحا للحكم النهائى الصادر عن دائرة توحيد المبادئ بالمحكمة الإدارية العليا والصادر فى 9 يونيو 2007، الذى قضى بعدم جواز فرض حظر مطلق على ارتداء النقاب فى الأماكن العامة بسبب مخالفة هذا الحظر لكل من الحرية الشخصية والحق فى المساواة المكفولين بموجب الدستور.مواقف شيخ الأزهر الإشكالية تضعف نهج الوسطية والاعتدال بقدر ما تقوي نهج التطرف والتشدد، والطالبة المسكينة التي تحولت إلى حطام ستفتش في الكتب عما يخطّئ الشيخ الذي دمر طفولتها وأهانها، وستسر لو وجدت من يكفره ولا يكتفي بتخطيئه!مسخت الدولة الشمولية جامعة الأزهر، ونزعت استقلاليتها العلمية والدينية والثقافية وحولتها إلى ذراع رسمية تضرب باسم الأهواء الرسمية. وقبيل فضيحة نزع النقاب البعيدة كل البعد عن الإنسانية والخلق والتمدن والحضارة والدين كانت فضيحة مصافحة مجرم الحرب الإسرائيلي شيمون بيريز. ولن تتوقف الفضائح بما أن السلطة راضية عن مشيخة الأزهر، ولو غضبت عليه الأمة بأسرها!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات: