-
المدرسة واللعب وسبايس تون
بدأ التلاميذ الأعزاء موسمهم الدراسي الجديد والذي اختارت له الوزارة شعار:"جميعا من أجل دعم مدرسة النجاح"..نأمل ألا يكون مجرد شعار كسوابقه من الشعارات التي لم تنل حظا من التطبيق لأن الحال هو هو،والشعار استهل بجميعا ولقد حان الوقت لتحديد هذا الجميع.والحقيقة أن الوزارة وحدها لاتتحمل مسؤولية فشل التعليم بل الحقيقة أن باقي المؤسسات التربوية الأخرى منقطعة تماما عن مقاصد ميثاق التربية والتكوين وعن المدرسة..ومن أهمها الأسرة التي تدهور حالها وأصبح دور الآباء فيها هو الصراع البيني،بين الزوج والزوجة، يوظف فيه الأبناء أحيانا قليلة والغوص في بحر الملذات والمسلسلات أحيانا كثيرة وإهمال القراءة والتثاقف في مجال تربية الأبناء، وكأن الأسرة أصبحت وحدات منفصلة لاجامع بينها سوى أطباق الأكل وحتى هذا الطبق لايجمعهم روحيا ووجدانيا بل الروح والوجدان في التلفاز! أما الإعلام فهو لايقدم للتلاميذ سوى نماذج حقيقية للمسوخين والممسوخات الذين ترك أغلبهم الدراسة واشتغل بقطاع اللذة المسمى فنا زورا وزيفا أو شخصيات كرتونية تشجع على العنف واللهو والمغامرات ! تقدم لهم كل مايصرفهم عن الدراسة والتحصيل..وهنا أشير إلى استجابة "الدوزيم" أخيرا لأذواق المشاهدين حين قررت بث المسلسل الكوري "جون غوم" أو "جوهرة القصر" وهو مسلسل رائع صدقا يحكي عن شابة طموحة تحب الدراسة في أجواء تقليدية تعكس قيم الشعب الكوري من تسامح وحب للعمل والمواظبة عليه والسعي لخدمة الآخرين ولو كلف ذلك الحياة وهي قيم تعكسها شخصية البطلة "جون غوم" بطلة الفيلم التي كرست حياتها لخدمة فقراء مجتمعها.. ولو أن "الدوزيم " حين تشهر للمسلسل تظهر صورة الممثلة ترتدي شبه ثوب لا علاقة له بالمسلسل ! وعلى أي حال فالقناة الثانية خرجت عن عادتها في ال45 دقيقة المخصصة للفيلم في بث قيم هدامة في مسلسلات شاذة أقل مايقال عنها أنها دعاية خبيثة ضد الأسرة وهدم للمجتمع ومسخ لدعائمه..وعموما فالمدرسة محصورة بين الوديان،إذ لايعقل أن تنبني شخصية التلميذ في المدرسة وتنهدم في مؤسسات أخرى وخاصة الأسرة والإعلام..وآمل أن أوفق في كتابة مقال عن ضرورة التحام الإعلام والأسرة بالمدرسة لتحقيق المقاصد التربوية على شرط العودة للخصوصية وتكييف أي إصلاح معها لأن استيراد الحلول واستنباتها في مجال مختلف لم نر منه إلا الكوارث !
"إن العديد من الآباء والأمهات يخفقون في فهم ماهية اللعب وضرورته الحيوية بالنسبة للطفل،إذا يعدونه سلوكا فارغا من أي محتوى وظيفي وعائقا أمام التحصيل الدراسي،وقد غاب عنهم أنه أول بوابة يلجها الطفل لاكتشاف نفسه ثم العالم من حوله ونجد اللعب عند العلامة بن عرضون المغربي مفيدا للصبي التلميذ ونفس الرأي عند الإمام الغزالي في الإحياء"(بحث:أنشطة اللعب وأثرها على التعلمات/حفيظ المسكاوي)..ولست بصدد التفصيل في موضوع اللعب ونظرياته وخصائصه وآثاره وشروط توظيفه ولكن يكفي أن نعلم أن اللعب التربوي صار من بين أنشطة التعلم ينطلق من الحاجة البيولوجية والنفسية للطفل..وأي توظيف للطرائق التقليدية في التعليم القائمة على الحشو والتلقين من شأنه بث الملل في نفوس التلاميذ وتنفيرهم من عملية التعلم وهو الحاصل للأسف في مدارسنا رغم تنصيص الميثاق الوطني على "جعل المتعلم بوجه عام والطفل على الأخص في قلب الإهتمام والتفكير والفعل خلال العملية التربوية التكوينية" وغير ذلك مما لا نجد له أثرا تفعيليا على مستوى الواقع التعليمي الذي لايبارح أعتق الأساليب وأبلاها !
إن اللعب يستغرق جل أوقات الأطفال- للفتيات لعبهم وللصبيان لعبهم،لكن سأذكر هنا نوعا من الألعاب يخص الصبيان غالبا نظرا لهيمنته على أوقاتهم- وقد بدت علامات التحسر واللارغبة في وجوهم أو كلامهم وتصرفاتهم حين استيقظوا صباح اليوم العاشر متوجهين نحو المدارس التي تسبب لهم الضجر والملل،بعضهم يقذف الحجارة أو القنينات البلاستيكية الفارغة وكأنه يودع اللعب بذلك أو يعبر عن حرمانه منه! وبعد خروجهم من المدراس يعرجون على قاعات اللعب حيث يرمون الدراهم في ال"billard" أوال"flipper"وأجهزة ألعاب الفيديو أو يتوجهون إليها في محلات اللعب "playstation" هذه الأخيرة استأثرت بحضور الأطفال أكثر من أي مكان آخرأو مقاهي الأنترنت حيث يستغل الحاسوب لا الإستفادة من شبكة الأنترنت وإنما للعب ..وهي محلات تنتشر كالفطر في الشوارع والأزقة ومقاهي الأنترنت دون رقابة أو توجيه!أو يتوفر الطفل على جهاز ألعاب الفيديو في بيته موصولا بالتلفاز أو يتوفر على شاشة محمولة معه أو مركبة فيه أو على هاتف خليوي حديث يمكن اللعب بواسطته. وقد أشرت أن اللعب لكي يصبح تربويا لابد من مراعاة شروط معينة. ولابد هنا من الإشارة إلى خطر هذه القاعات والمحلات الغير المنضبطة والتي تنتشر فيها سلوكيات غير أخلاقية وغير تربوية بين الأطفال من قبيل السب والشتم والقذف والعنف والتدخين والمخدرات وبيعها والخمور وترويجها ، وبعض هذه القاعات تقدم جدرانها عروضا صورية لمغنيات عاريات أو ممثلات وممثلين في أوضاع مخدشة للحياء لايليق أن يراها الأطفال ! إضافة إلى الخطاب التيئيسي الذي يصدر من أفواه المدمنين وغيرهم لكل تلميذ وافد من أجل إيقاعه في دوامة الفشل والإعراض عن التحصيل والمعرفة واعتناق المخدرات واللذة الأليمة ! وينضاف لذلك التنقيص من كل لاعب خسر والضغط عليه نفسيا من أجل الإنتقام من خصمه إما بالعنف أو بدفع المزيد من الدراهم ! هذا وغيره على مستوى الفضاء المادي والنفسي لهذه المحلات..أما على مستوى الألعاب الإفتراضية التي يهوس بها الأطفال فهي متنوعة يمكن من خلالها قراءات نفسيات الأطفال وقياس مدى تربيتهم وملاحظة خلقهم..فهذه الألعاب تتنوع إلى : ألعاب الرياضة،وأكثر مايفضله الأطفال فيها كرة القدم، وألعاب الحركة المسماة عند صانعيها ب:"action games" وهي ألعاب قتالية أو حربية أو مغامرات توظف فيها أساليب القتال اليدوي أو بالأسلحة التقليدية أو الحديثة و تعتمد على اجتياز دورات ومراحل ومصاعب ورهانات "stages or levels or stakes" وألعاب المعارك :"battle games" وهي ألعاب قتالية أو معركية أيضا تقوم على اختيار شخصية من الشخصيات واحدة أو أكثر من طرف اللاعب وقتال شخصيات أخرى، وألعاب المغامرات التي لاتعتمد على القتال العنيف وإنما على اجتياز طريف،وتسمى ب "plate-forme" وهي تقدم شخصيات كرتونية معروفة لدى الأطفال كتوم وجيري وميكي ماوس وغيرها..وألعاب التفكير والبحث المسمـاة ب :jeux de role,role" games" وهي ألعاب لا توجد إلا على أجهزة الفيديو التي توصل بالتلفاز كالبلاي ستايشن أو أجهزة الحاسوب ولاتوجد بالأجهزة الضخمة الموجودة بقاعات اللعب،لأن هذا النوع من الألعاب لايمكن إنهاؤه بسهولة بل يأخذ وقتا حسب ذكاء اللاعب وفهمه للحوارات والمقالب التي وظفت في هذا النوع من الألعاب،ومن النادر أن تجد من يلعبها لأنها تجهد التفكير وتضطر اللاعب لقراءة حوارت بطل اللعبة مع الشخصيات الإفتراضية وهي غالبا تكون بالفرنسية أو الإنجليزية..وفي كل هذه الأنواع من الألعاب نجد صنفين من حيث جودة وأسلوب الرسم :style of drawing" والمسمى ب" graphisme"، صنف ثنائي الأبعاد 2D وصنف ثلاثي الأبعاد 3D..كل صنف أيضا به اختلافات من حيث الغرافيزم أو جودة الرسم..على أن زيادة الجودة تعني زيادة الجاذبية وبالتالي التأثير والمخاطر!
إن الألعاب القتالية تذكي روح العنف لدى الطفل وتجعله متأثرا بشخصيات افتراضية خيالية يقوم بتقليدها وتجريب حركاتها على زملائه أو أصدقائه في الحي ممن يراهم أقل قوة منه مما ينمي العدائية لديه والحقد والبغض من زملائه وأصدقائه وهي مشاعر من الخطر أن نجدها لدى طفل ! هذه الألعاب – القتالية والرياضية- كثيرا ما يتنافس الأطفال فيها بينهم لا مع الجهاز،فيختار الطفل شخصية أو فريقا ويختار رفيقه مثل ذلك والخاسر منهما يصاب بإحباط شديد قد يؤدي به إلى العنف أو ضرب منافسه وفي كل الحالات يحقد عليه ويعبرعن حقده بتقطيب الوجه أو ألفاظ سب وقذف..خصوصا وأن الأسرة والمجتمع وبعض مواد الإعلام المرئي علمته هذه السلوكات وبرمجت فيه هذه القيم للأسف ولم يحصن بقيم مضادة ! هذا والدول التي تصنع هذه الألعاب خاصة اليابان والولايات المتحدة الأمريكية تعبر عن ثقافات مجتمعات هذه الدول وعن قيمها مايشكل خطرا على تكوين الطفل النفسي والتربوي والخلقي والقيمي، والجدير بالإشارة أن الشركات التي تصنع وتبيع هذه الألعاب تعرض كل المعلومات المتعلقة بها سواء على غلاف اللعبة أو على مواقعها في الأنترنت ، نوع اللعبة وأحداثها والسن التي يجب أن توفر عليها الطفل للعبها مايجعل الآباء المثقفين في هذه الدول يضعون هذه المعلومات بعين الإعتبار من أجل توجيه أبناءهم ومراقبتهم! وهو الأمر الذي يغيب عندنا في المغرب وكل الدول المتخلفة نظرا للأمية العامة المنتشرة بين عموم الشعب وللأمية الخاصة بعالم الإلكترونيات والحواسيب والألعاب الإفتراضية لدى المتعلمين منه ! فهؤلاء الأطفال غير مراقبين من أحد! وأذكر هنا كيف قامت الأسر والجمعيات في الولايات المتحدة الأمريكية حين أصدرت شركة "apple" لعبة:"baby shaker" أو "هزاز الصبي" على جهازالهاتف المحمول "iphone" منتفضة رافضة لهذه اللعبة داعية الشركة إلى حذفها ومنعها وهو ما استجابت له على الوفر! لأن اللعبة تقوم على إسكات طفل صغير من خلال هز جهاز أيفون "iphone" وتحريكه بعنف ليكف الصبي عن البكاء،وهوسلوك رآه الأباء عنفا ضد الطفل الرضيع يمكن أن ينزل من عالم الإفتراض إلى التطبيق العملي من قبل الأطفال اليافعين الذين لهم إخوة صغار! ومثل هذه الوقفات قامت بها الأسر وأولياء الأطفال في اليابان والولايات المتحدة ضد ألعاب معينة رأوها مسيئة أوتنطوي على مخاطر على أبناءهم !أين نحن من هذا؟ هذه رسالة لكل الناعقين المتخلفين الذين يستوردون دون تمحيص ولا دراسة أومراعاة لأفراد المجتمع ،فأولئك حريصون على مستقبل أطفالهم وازدهار مجتمعهم وهؤلاء غير حريصين بتخلفهم أو حريصون على الدمار والشنار !
عند مراقبتي لمحلات اللعب أجد الأطفال يلعبون بلعب تشترط التوفر على سن 18 سنة وفيها من المشاهد المخلة بالآداب والأخلاق ومن صور العنف والقتل والدماء مايكفي لتحطيم شخصية الطفل والتأثير سلبا في سلوكه إضافة لقبيح الكلام لكن بالإنجليزية غالبا ولايفهمه الأطفال أبناء الشعب ممن لايتعلمون الإنجليزية باكرا !
أما ألعاب التفكير التي أومأت إليها أو role games فهي ألعاب أكثر إيجابية من كل تلك الألعاب- إذ تنمي القدرة القرائية من خلال الحوارات المكتوبة بعناية ووضوح وكذا البحث عن معاني بعض الكلمات من القواميس لأن اجتياز الصعوبة والتقدم في اللعبة رهينان بفهم تلك الحوارات - التي تشترك جميعا في تنمية سرعة الفعل الذهني والتركيز وحركة الأصابع لكن مع الإنعكاس سلبا على رياضية الطفل أو على جسمه الذي يحتاج للحركة والرياضة ليتمتن ويقوى ،فالطفل يجلس على كرسي ولا يحرك إلا أصابعه ! والألعاب التي كنا نلعبها نحن في عهد قريب ولا يزال أطفال الفقراء يلعبونها تعتمد على القوة البدنية والخفة إضافة للتركيز والإنتباه الشديدين..ومن العجيب والمؤسف في الآن نفسه أن نجد الأطفال يلعبون كرة القدم الإفتراضية على كرسي في جهاز لعب إلكتروني بينما كان أطفال الأمس يلعبونها في ملاعب الأحياء ! وقد سبق أن شاهدت إحدى حلقات البرنامج الأمريكي الشهير "Dr Phil" تشكو فيه سيدة أمريكية استغراق ولدها في هذا النوع من اللعب مما انعكس سلبا على صحته ودراسته،وحضر معها أخصائيون للمعالجة.وهي مشكلة يعاني منها أولياء الأطفال ويرفضونها نظرا لأخذ هذه الألعاب جل أوقاتهم مما ينعكس سلبا على تحصيلهم وتكوين شخصيتهم ما جعل أحد الكتاب يصف هذه الألعاب بأنها مهدد تهديدا حقيقيا لمستقبل المجتمع الأمريكي وتلته دراسات تحذر من هذه الألعاب ومخاطرها ! أما عن الألعاب الحربية فإن وزارة الدفاع الأمريكية تشجعها وتحفزها لأنها تريد أطفالا يحلمون بولوج الجيش الأمريكي في المستقبل وتطبيق مارآه على اللعبة الإفتراضية خصوصا وأن بإمكانه التعامل الحقيقي مع كثير من الأسلحة المتطورة التي كان قد تعامل معها افتراضا!..على أن هناك ألعابا إلكترونية تنضاف فائدتها لألعاب التفكير وهي خاصة بالأطفال كلعبة tetris والسودوكو والشطرنج وغيرها،لكنها لاتنال إعجاب الصبيان ولا المراهقين لأن مؤسساتهم التربوية لم تنجح في غرس محبة التفكير والقراءة بقدر مانجح المجتمع والشارع والإعلام في غرس قيم العنف والشغب والإساءة للآخرين !
يجتاز الأطفال وقتا مهما أيضا أمام قناة " Spacetoon" وهي قناة سورية مخصصة لبرامج الأطفال وأضيفت إليها قناة "Spacepower" التي تحتوي إضافة لأحدث المسلسلات الكرتونية على أفلام وثائقية وبرامج علمية قديمة أغلبها أمريكي،وللأسف تقدم هذه البرامج دون مراعاة للتطورات العلمية الحاصلة في مجال العلوم الطبيعية والفيزيائية،وأذكر هنا مشاهدتي لحلقة تروج للنظرية الدارويينية في النشوء والإرتقاء والتي استدركت أخطاؤها بالداروينية الجديدة،وهما نظريتان قديمتان أثبت العلم الحديث عدم صحتهما ! وبرامج رياضة تشجع على العنف أحيانا كبرامج المصارعة الحرة أو الكاتش "catch,wrestling" !
صحيح أن القناتين تقتنيان مسلسلات كرتونية يابانية التي تحظى بحصة الأسد وأخرى أمريكية وتترجمهما للغة العربية وتقوم بحذف أو تعديل كل مالايليق بالأطفال من مشاهد كرتونية فمثلا عندما تشرب الشخصيات الكرتونية خمرا فإن القناة تقدمه على أنه شاي أو عصير لأن الخمر، وتجعل من الأبطال شخصيات مميزة تمد يد العون للآخرين ولا تعتدي على أحد بهدف التأثير على الأطفال إيجابا وأغلب هذه المسلسلات تروج لقيم التضامن والتكافل والتعاون والوقوف ضد الظلم ومج السلوكات السيئة وغير ذلك..لكن كل هذه المسلسلات التي تصرفت فيها القناة تقدم برداءة ، بحيث يؤثر حذف المشاهد الغير اللائقة على جودة المنتوج الكرتوني، مايجعل الأطفال والمراهقين خاصة يبحثون عن النسخة الكاملة للمسلسل الكرتوني على مواقع التحميل"downlod websites"على شبكة الأنترنت وفي المنتدياتforums العربية والأجنبية أو على مواقع الفيديو كيوتيوب أو دايلي موشن أو يقتنونها لدى قراصنة الشبكة العنكبوتية، هذه النسخ معروضة باللغة الأصلية للمسلسل وهي اليابانية. و المسلسلات اليابانية وهي الغالبة والأكثر جودة من الأمريكية من حيث الرسم ومن حيث أحداث القصة..ويجد الطفل في هذه النسخ الكاملة ماحذف من مشاهد لاتليق بسنه، ومنها مشاهد جنسية كرتونية أو مشاهد قتل دموي مفصل ! بالإضافة إلى عبارات السب والقذف ويكتشف الطفل أو المراهق أن المشروب لم يكن شايا أو عصيرا بل خمرا ! وتنفث القيم السلبية من هذه المسلسلات أصالة والتي تظهر من خلال ترجمات للغة اليابانية غالبا من أصحاب المنتديات وغالبا ماتترجم إلى الفرنسية والإنجليزية والعربية والإسبانية، وكلها لغات قريبة من الطفل والمراهق المغربي على الأقل في معجمها اللاأخلاقي! ويجد الطفل أيضا مسلسلات كرتونية أخرى بها من المشاهد الغير اللائقة والقيم الهدامة التي تصادم الدين أحيانا،الكثير بل ومن القيم الخطيرة جدا جدا! تستهزئ بالغيبيات ولاتعترف بحدود وتستبيح كل شئ ! وكلها مترجمة بالعربية والفرنسية والإنجليزية ترجمات حرفية لاتعديل فيها ولا تغيير! وأستطيع القول أنه لو أدمن طفل معين هذه المشاهد فلامستقبل له تأكيدا وأبعاد الشخصية المستقبلية للطفل تتحد من صباه ! ومن خلال التعليقات التي يتركها الزوار يبدو أن أغلبهم من العرب الذين افتضحوا لما صنفوا من أوائل من يرتاد مواقع الإباحية ويواضب عليها! ومنتدياتهم الغير المنضبطة متكاثرة بلا رقيب ولا حسيب بل تصعب المراقبة والمتابعة فلم يبق إلا مراقبة الأسر وجودة المدرسة..بإمكان استغلال أجهزة ألعاب الفيديو في مجال اللعب التربوي وهو ماتفعله الدول المصنعة لها خاصة اليابان والولايات المتحدة،إذ هناك ألعاب في قمة الروعة يمكن أن تفيد التلميذ وتحركه نحو البحث والتعامل مع القواميس والكتب ومواقع الأنترنت المفيدة،ومن شأن ذلك أن ينمي قدراته العقلية ويصقل ملكاته الذهنية..لكن عموما معظم ألعاب الفيديو تشكل خطرا على الأطفال والمدرسة المغربية بصيغتها الحالية غير مؤهلة لإدماج هذا النوع من اللعب وتوظيفه تربويا..لكن تبقى مسؤولية السلطات قائمة في مراقبة محلات اللعب وفرض ضواط معينة حفظا للمسار الدراسي للتلاميذ ولصحتهم النفسية والبدنية أيضا..
هكذا قاد النقص المهول في الوسائل التعليمية وتخلف طرائق التدريس وعتاقتها وإضجارها إلى تهافت الأطفال التلاميذ على مايمكن أن يدمر مستقبلهم ويدمر المجتمع ككل،ولا أدل على ذلك من سلوكات العنف والإنحطاط الخلقي لدى التلاميذ المغاربة خاصة ومن السعار الجنسي المتنامي لديهم مما يقود للتحرشات والمراهقة المبكرة والنزوع للشغب والإساءة..هو أمر لم يعد هامشيا استثنائيا بل ظاهرة ومضرب مثل..حتى أني علمت عن طفل أنه حمال للسكاكين والأمواس يقلد بذلك شخصية افتراضية في إحدى الألعاب ! كم من وثائقي ومقال وبرنامج أنجز عن الأطفال المغاربة من قبل الأجانب فيما يخص الجنس والبيدوفيليا والمخدرات وقدمت فيه المدارس والجامعات ماخورات للدعارة حتى قيل إن المغرب ينافس التايلاند ! تلك ظاهرة لايلتفت إليها أحد للأسف..ثم من كتب عن موضوع مقالي هذا من التربويين المغاربة والمثقفين البرجيين ؟ لا أحد للأسف على حد علمي! الكل يحلم ويطير في عالم الخيال بينما المغرب يهوي وينبئ عن نهاية التاريخ..المغربي !
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات: